ما كان لموريتانيا أن تحقق أدنى حصيلة إصابات في المنطقة على سلم عداد وباء اجتاح العالم ودمر العديد من أنظمته الصحية المتطورة والعتيقة، لولا فضل الله أولا، ثم الجهود الجبارة التي انطلقت من توجيهات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، واستمرت بإشراف مباشر لا يعرف الكلل ولا الملل من الوزير الأول، المهندس إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا، الذي يتولى رئاسة اللجنة المكلفة بالتصدي لانتشار وباء كورونا في البلد.
لقد وصل الوزير الأول ليله بنهاره، وترأس الاجتماع تلو الآخر، واتصل وتلقى الاتصالات من كل اتجاه، وزار واطلع بنفسه على سير العمل الميداني، وألغى كل حق له في عطلة الأسبوع والأوقات خارج الدوام، ليتابع بنفسه التطبيق الحرفي للاستراتيجية المتبعة في التصدي للجائحة.
لقد آتت الصرامة في تطبيق الاجراءات الاحترازية، التي فرضتها الحكومة، أكلها في بداية الأمر، غير أن الدولة وجدت نفسها مضطرة للتخفيف من تلك الاجراءات مع تزايد الحاجة لذلك، خاصة عندما كنا على أبواب شهر رمضان المبارك، لكن قيام الحكومة بواجباتها على أكمل وجه قذف الكرة في مرمى المواطنين المطالبين اليوم باتخاذ ما يلزم في سبيل الوقاية من خطر فيروس ينتقل بسرعة البرق.
ولتمكين الناس من التقيد بالاحتراز المطلوب، قامت الدولة بالوقوف إلى جانب الفقراء والمعوزين من خلال التدخل السريع الذي مكن من توزيع المواد الغذائية وأعلاف الماشية في مختلف ولايات الوطن.
كما أن المصالح الصحية ظلت على أهبة الاستعداد على المعابر الحدودية وفي مختلف المستشفيات والمراكز الصحية، وكذا في النقاط الخاصة بعلاج المصابين.. تحجر وتفحص وتعالج.
ومع دخول انتشار الوباء مرحلة جديدة، خاصة في العاصمة نواكشوط، رفعت الدولة سقف الرصد الصحي، والإغلاق الاحترازي، فعهدت للقوات المسلحة بافتتاح ثلاثة مراكز صحية في ولايات نواكشوط الثلاث، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة، بغرض توسيع دائرة فحص المشتبه بإصابتهم، ولتأمين الجاهزية لأعداد أكبر من الأسِرَّة الطبية في حال الضرورة.
كما قامت قوات الجيش الوطني بتعزيز عزل العاصمة نواكشوط باعتبارها منطقة باتت شبه موبوءة، فتم فرض طوق أمني محكم الإغلاق يمنع دخول المدينة أو خروجها بعيدا عن الاستثناءات التي جرى العمل بها خلال فترة الإغلاق التي سبقت تزايد حالات الإصابة.
اننا في وكالة الوئام الوطني للأنباء لنرفع القبعة تحية لأبطال جيشنا الباسل، الذين يضحون اليوم لتأمين صحتنا من خطر فيروس كورونا، كما ضحوا بالأمس لتأمين حياتنا من مخاطر الإرهاب والغلو والتطرف.
كما نحيي أفراد قواتنا الأمنية في قطاعات الدرك والشرطة والحرس، الذين يسهرون لننام.. يواجهون برد االليل لننعم بالدفء، وأشعة الشمس لنخلد إلى الظل.