تباخيات ولد التباخ عن مستشفى الامومة و الطفولة/إيينشيري

أربعاء, 15/07/2020 - 00:31

حياكم الله،
يوم ونصف يوم في مستشفى الامومة،
1- منذ ست سنوات لم ادخل مستشفى الأمومة والطفولة بنواكشوط، ولله الحمد،
2- آخر ذكرى من دخوله لم تكن سعيدة، ولعلها كانت نصف مؤلمة،
3- فجر الأمس دخلته، مريضتي في ظروف صعبة، نزيف حاد وضغط منخفض للغاية،
4- البواب - رغم ارهاقه - كان طلق القسمات، مبتسما ومتعاونا،
5- فريق الطوارئ (للمرة الاولى اعرف بتشكيل هذا الفريق) كان جاهزا، استقبل مريضتي على الفور وبدأ عمله،
6- بضع دقائق من المعاينة وكان قرار الفريق إجراء عملية جراحية عاجلة،
7- تحتاج مريضتي عملية نقل دم عاجلة بالموازاة مع التدخل الجراحي الفوري،
8- للمفارقة، (وللمفاجأة السارة ايضا) كان كامل فريق ومعدات التدخل موجودا: الجراح، المخدر،  طاقم التمريض، اكياس الدم، غرفة العمليات... الخ
9- لا تتوفر مريضتي على تأمين صحي، لذا وجب دفع تكاليف العملية كاملة، ورغم ذلك (وهذه ايضا مفارقة، او ربما مفاجأة سارة اخرى) لم ينتظر الفريق الجراحي دفع التكاليف، بل ادخل المريضة وبدأ عمله على الفور،
10- بحمد الله تمت العملية بنجاح ونقلت مريضتي الى غرفة الإنعاش الطبي لمزيد من الرعاية، دعواتكم لها بالشفاء العاجل على قيد الحياة،
--------------------
11- بصراحة، كل شيء في هذا المشفى تغير منذ آخر مرة دخلته:
       أ) النظافة المستمرة لأروقة وغرف ومكاتب ومعدات المشفى، والتعقيم المتواصل لكل شيء،
      ب) سرعة التدخل من طرف فريق الطوارئ (المشكل حديثا طبقا لما علمت)،
      ج) انسيابية العمل وسهولة الاجراءات،، البيروقراطية المملة تلفظ انفاسها الاخيرة هناك، رغم أن "الأعمار بيد الله"،
      د) طلاقة الوجه والابتسام في وجوه المرضى ومرافقيهم من طرف الفريقين الطبي والاداري،
     ه) النظام الصارم (ولكن العادل) في تطبيق برامج الزيارات للمرضى، من دون إيثار او محاباة،
---------------
12- إن الانتقاد والهجوم هما اسهل شيء، وهذا امر طبيعي لأن مستحاثاتهما متوفرة غالبا في معظم مرافقنا العمومية، أما الاشادة والتنويه فكوابحهما متوفرة بغزارة،، ولكن،
تقتضي الموضوعية ان تنتقد وقت الانتقاد وتشيد وقت الاشادة،
---------------
13- يشهد الله (وما كنت لأشهده كاذبا) انني لا اعرف مديرة مشفى الأمومة والطفولة الدكتورة "فاطمة بنت عبد القادر حماد"، ولم اقابلها في حياتي اطلاقا، وما شهدت هنا الا بما رأيت عيانا وعايشت وشاهدت وعاينت على مدى ست وثلاثين ساعة قضيتها في هذا المشفى وما زلت، وما زالت مريضتي بحاجة لدعائكم، فلا تبخلوا به عليها، جزاكم الله خيرا.
-----------------
14- للأمانة كنت اضع كمامة مع لثام من "توبيت"، ولم يعرفني اي احد من الطاقم حتى اللحظة،
-----------------
15- اخيرا، وفي ظروف الفراغ الناتج عن السهر الطويل في المشفى، وضعت منشاري جانبا ثم أجريت جولة على قنصلية الحظر في الصفحة فوجدت بضعة آلاف ما زالوا يخشقجون، اعتقت عشرة منهم واستعدت المنشار لأضع بدلا منهم عشرة، فالنصاب لا بد وان يبقى مكتملا الى أن يحول عليه الحول فننظر في أمره إن شاء الله.
#تباخيات

سيد احمد التباخ