بعد اِسْتِياء ولد الغزواني من تعيينه... مُدِيرٌ في انواذيبو يُسابقُ الزمن لتحصيل ثروة قبل إقالته المُرْتَقَبَة.../إيينشيري

جمعة, 28/08/2020 - 12:31

""الفساد يهبط من أعلى إلى أدنى، و الإصلاح يصعد من أدنى إلى أعلى.""
من أبرز الأقوال المأثورة عن الفساد و كيفية التعامل معه أو إصلاحه بحيث لخصت أحد أبرز أسباب إنتشار الفساد حتى أصبح سنة الحياة السياسية و الإدارية في أغلب الدول خصوصاً العربية منها...
و كما هو الحال دائماً فإن الفساد في موريتانيا يعتبر نموذجاً مثالياً كفيلا بإزالة فضول العديد من الأشخاص حول هذه الآفة...
ما يجهله كثيرون هو أن الفساد ليس حكراً على الوزراء و ذوي المناصب العليا و إن كان برعاية مباشرة أو غير مباشرة منهم، إذ يعمد أغلبهم ريث استلامه لمنصب حساس إلى تشكيل خلايا أو بالأحرى زرع طفيليات تساعده في إمتصاص دم الشعب و أكل أمواله، و لعل أبرز مثال على ذلك مسار الوزير الأول السابق إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا الذي و إن لم يدم طويلاً إلاّ أنه كان كافياً لزرع بذور سامة في أغلب المناصب الحساسة التي لا تحظى باهتمام كبير من الرأي العام الوطني و هو ما يمنح رعاة الفساد فيها أفضلية التستر على أعمالهم المشينة...
أجندة أو بقايا ولد الشيخ سيديا لا يمكن حصرها أو التطرق إليها في أسطر معدودات لكن يظل أحد هؤلاء متربعا على هرم اللائحة بفارق كبير عن أقرب منافسيه لعوامل عديدة أبرزها تطبيقه المثالي لتعليمات الوزير الأول السابق إضافة إلى كونه من أواخر بذوره السامة و التي كان زرعها أحد أهم أسباب إقالته التي تم زخرفتها لاحقاً على أنها استقالة...
بداية النهاية كانت عندما قرر ولد الشيخ سيديا تعيين أحد أجندته مديراً لميناء للصيد في انواذيبو و هو ما تم بالفعل مما أثار تساؤلات عديدة و خلف غضباً لدى الرأي العام حول التعيين الذي تكمن غرابته في كون الوافد الجديد على الميناء أحد الوجوه المشوهة إبان العشرية و ثاني أكبر المطبلين لقائدها (بعد "ولد محم" طبعا) سواءً في الأوساط المحلية أو المحافل الدولية، و هو ما اعتبر أنذاك تناقضا صارخا و فجوة شاسعة في وعود رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني و تعهداته بمحاربة فساد العشرية و مخلفاته، مما ولد غضباً لديه كان كفيلا بازاحة ولد الشيخ سيديا عن عرشه، لكن ظلت أجندته في مواقعها تنهب الأخضر و اليابس دون تغيير و هو ما يتعارض مع المقولة المذكورة أعلاه...
و قد توصلت مؤسسة "السبيل" إلى معلومات صادمة عن هذا المدير و تفننه في نهب أموال الشعب و تهميش عمال الميناء بحيث أصبح فاحش الثراء رغم فترة تعيينه الوجيزة، إذ أفادت مصادر خاصة أنه اشترى في الآونة الأخيرة عدة سيارات من نوع "Hyundai" لبعض أقاربه و ذويه، مما خلف شكاوي عديدة لدى أغلب عمال الميناء الذين يطالبون بإقالته..
من المؤكد أن الإصلاح لا يمكن أن يتجسد بين عشية و ضحاها خصوصاً بعد عشرية مميتة عشش فيه الفساد فَبَاضَ و فَرَّخَ، لكن على الأقل يجب تنظيف النظام الحالي و المؤسسات الحكومية من فراخ العشرية قبل التطرق إلى محاسبة أَدياكها...
تتعهد مؤسسة "السبيل" لمتابعيها الكرام بإجراء تحقيق شامل يحتوي على تفاصيل أكثر دقة كأرقام و صور السيارات بغية إزالة الستار عن كواليس عملية النهب و رعاتها...
خاص بموقع "السبيل"...