إعلان

بعد المنفى ومقارعة عزيز.. ولد بوعماتو على مفترق طرق السياسة والأعمال/إينشيري

أحد, 04/10/2020 - 21:24

قبل سبعة أشهر عاد رجل الأعمال الموريتاني محمد ولد بوعماتو بعد منفى إجباري استمر قرابة عقد من الزمن كانت كلها ملاحقات قضائية وتهم فساد صنفها مناصروه على أنها مجرد تصفية حسابات ضد رجل أعمال معارض تلاحقة المضايقات السياسية والاقتصادية.
عاد الرجل إلى بلاده لتطوى صفحة من العداء والشيطنة مارستها سلطة ولد عبد العزيز وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية، ليبدأ مشوارا جديدا مع نظام منحه ضمانات قبل عودته إلى البلاد. فهل يدخل بوعماتو من بوابة السياسة ويمشي على أشواكها؟ أم يتفرغ لأعماله واستثماراته على غرار كل رجال الأعمال الموريتانيين، الذين يعتزلون تقليدياً السياسة باستثناء بعض الدعم والهبات لمرشح السلطة في الغالب خلال المواسم الانتخابية؟
نشاط سياسي محموم..
برز رجل الأعمال الموريتاني محمد ولد بوعماتو بشكل علني في السياسة أواخر سنة 2008 عندما أعلن دعمه للجنرال محمد ولد عبد العزيز مقدماً الدعم السخي له بمنحه فندق "أتلانتيك". وفي مهرجان حاشد بساحة عرفات القريبة من "بيت ابوليس" صعد ولد بوعماتو المنصة وطلب من كل الحاضرين "وكل من يعرف فيه خيراً" التصويت بكثرة للمرشح محمد ولد عبد العزيز، وهو ما أعطى دفعة قوية للأخير وساهم في فوزه في رئاسيات 2009 من الشوط الأول.
لكن هذه العلاقات بين رجل أعمال ومرشح سرعان ما توترت، وبسرعة سيصبح بوعماتو أكبر غريم للرئيس السابق وأحد أبرز معارضيه من المنفى، حيث يتهمه ولد عبد العزيز بأنه كان وراء إسقاط التعديلات الدستورية عبر اتصالاته بالشيوخ الموريتانيين وتنسيق الخطوة التي شكلت صدمة فاجأت نظام ولد عبد العزيز وهزت قبضته على الساحة السياسية.
نسق ولد بوعماتو مع كل المعارضين السياسيين ودعمهم في إنهاء حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ودفع في اتجاه منعه من الاستمرار في الحكم أكثر من مأموريتين، ممثلاً خلال العشرية الماضية "مايسترو" حراك عام كان هدفه إزاحة ولد عبد العزيز عن الحكم بصفة دستورية، وهو ما تحقق في النهاية.
هل يعتزل السياسة؟
عودة ولد بوعماتو إلى البلاد بعد المنفى الطويل، فتحت باب التساؤلات حول خطواته القادمة، وقد تحقق له أكبر هدف سياسي وضعه نصب عينيه، ألا وهو إسقاط ولد عبد العزيز. فهل سيتفرغ الرجل لأعماله ويعتزل السياسة لفترة أطول خاصة أنه نفى قبل فترة عدم عزمه الترشح لرئاسيات 2024؟ وهل يختار نهج أغلب رجال الأعمال الموريتانيين الذين لا يظهرون إلا في المواسم الانتخابية أم أن للرجل أهدافا سياسية كبرى قد لا تصل إلى كرسي الرئاسة لكنها تتضمن كسب نفوذ سياسي وحضور قوي داخل النظام الحاكم؟ وحدها الأشهر القادمة قد توضح نيات رجل الأعمال.
المختار بابتاح