ما أجمل أن يكون السفير الذي يمثل بلاده أديباً نهماً إلى المعرفة حريصاً على حسن تمثيل ثقافته وأناسه وبلده، وأن يحتفظ بفوائد من فترات تمثيله يرويها للأجيال كي يقتبسوا من خبرته وتجربته؛ فالتجارب عقل ثان وثالث.
هكذا حرص سعادة السفير شيخنا ولد النني ولد مولاي الزين سفير موريتانيا في السينغال أن يكون.
آمن سعادته بأن الدبلوماسية الناجحة هي التي تتجه دوماً إلى التوحيد وليس إلى التفرقة، وأن نجاحها يرتبط ارتباطاً كاملاً بمدى قدرتها على تقديم نسق اتفاقي بين الأمم، وأن أي تطور أحادي في الدبلوماسية لن ينظر إليه على أنه إنجاز؛ بل سيكون عقبة في وجه قيام الدبلوماسية بدورها الصحيح في بناء السلام والتعاون الإقليمي والدولي.
ومنذ تعيينه هناك ظلت السمة الغالبة على عمله الدبلوماسي هي النشاط والحيوية؛ محاولا إفهام الجميع أن الأنشطة الدبلوماسية ليس لها لون أو دين.
أعطى سعادة السفير ولد مولاي الزين نموذجا يحتذي به السلك الدبلوماسي في دكار، وأوضح من خلال عمله مجموعة من المهارات والقواعد تمكن أي دبلوماسي من إنشاء تواصل ناجح مع الغير.
تكمن أهمية وفوائد هذه المهارات بشكل عام في نقطتين :
- سهولة التواصل مع الآخرين وإقناعهم.
- تحسين العلاقات بجميع أنواعها وأشكالها.
استطاع بكل أريحية أن يوصل رسائله الدبلوماسية التي يريد إلى الشخص الذي يريد بسهولة ومهارة تدل على حنكة وحكمة وترو.
كان له دور مهم في تجاوز الكثير من الأزمات التي ظهرت بين البلدين؛ والتي تظهر من حين لآخر بحكم الجوار والتعايش الدائمين.
أحسست بالفخر عندما لقيته في تظاهرة طوبى منذ أيام ممثلا رسميا لبلادنا حاملا رسالة شنقيطية مزركشة وجميلة داخل الوفود، كان لسان حاله يقول:
وقائلة أهلكت بالجود مالنا /// ونفسكَ حتى ضر نفسك جودها
فقلت دعيني إنما تلك عادتي /// لكل كريم عـــــــادة يستعيدها.