كشف المدون البارز أحمد محمد المصطفى عن كوالیس مثیرة من
حفل الإفطار الذي أقامھ حزب الإتحاد من أجل الجمھوریة لیلة
الجمعة.
وقال في تدوینة لھ على صفحتھ بالفیسبوك تحت عنوان: "رسالة
الكراسي":
البارحة، أقام حزب الاتحاد من أجل الجمھوریة إفطارا "سیاسیا"
في قصر المؤتمرات القدیم في #نواكشوط.
كان من أبرز حضوره الوزیر الأول، وأعضاء حكومتھ، ورئیس
البرلمان، وأعضاء جمعیتھ، فضلا عن سیاسیین من مختلف
الطیف الموالي والمعارض.
حمل الإفطار تصعیدا غیر مسبوق - على الأقل من المؤسسة الحزبیة - ضد الرئیس السابق محمد ولد عبد العزیز، وھو تصعید رغم حدتھ، فما
زال في موقع "ردة الفعل"، حیث یأتي ردا على البیان الحاد الذي أصدره الرئیس السابق، وجدد فیھ تصمیمھ على حمایة ما وصفھ
بـ"المكتسبات والإنجازات"، كما شن ھجوما كاسحا على النظام، واعتبر أن البلاد تعیش انتكاسة على مختلف الأصعدة.
"ردة فعل" الحزب الحاكم، تمثلت في حدیث نائب رئیس الحزب الخلیل ولد الطیب أننا "أمام نظام جدید" (احتاج ھذا الاكتشاف النوعي لأكثر
من ثلث مأموریة الرئیس الجدید)، ثم عزز رئیس الحزب سیدي محمد ولد الطالب أعمر الھجوم بقولھ إنما تحقق من إنجازات خلال عشریة
عزیز كان محدودا مقارنة مع حجم مقدرات البلد، وزاد فطالب القضاء باستعادة أموال الشعب المنھوبة.
لنعد إلى موضوع الكراسي ورسالتھا، على الطاولة الرئیسیة للإفطار، تربع في القلب، على المقعد الأبرز الوزیر الأول الأسبق، ورئیس مجلس
إدارة معادن موریتانیا اسغیر ولد امبارك، وعن یمنیھ جلس رئیس الحزب سیدي محمد ولد الطالب أعمر، وعن یساره جلس رئیس الحزب
الأسبق "الرجل الھادئ جدا" محمد محمود محمد الأمین.
وفي الكرسي المقابل – على نفس الطاولة - جلس "زعیم البطارین"، رئیس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموریتانیین زین العابدین ولد
الشیخ أحمد، وعن یمین الأخیر جلس الوزیر الأول محمد ولد بلال.
كان واضحا، أن الغائب الأبرز عن ھذه الطاولة من "أركان السلطة" ھو رئیس البرلمان الشیخ ولد بایھ، حیث تمت "إزاحتھ" - بھدوء - إلى
طاولة أخرى، طابع الجالسین الأبرز علیھ ھو "التقاعد الوظیفي وربما السیاسي"، حیث ضمت المرشح في الرئاسیات الأخیرة سیدي محمد
ولد ببكر، والوزیر الأول الأسبق الشیخ العافیة ولد محمد خونھ، والرئیس السابق للبرلمان محمد ولد ابیلیل، و"طعمت" برئیس ھیئة العلماء
الموریتانیین الشیخ ولد صالح، ورئیس حزب التحالف الوطني الدیمقراطي یعقوب ولد امین.
وفي حین، انشغل الوزیر الأول، أكثریة وقت الإفطار، دخل ولد بایھ في نقاش - یبدو ممتعا بالنسبة لھ - حول خریف تیرس الزمور، فیما لم
یخف تحسره لواقع أماكن من الولایة تعاني من جفاف ماحق، حیث لم تستقبل أمطارا حقیقة منذ سنوات.
ورغم نشر موقع الحزب لأكثر من 30 صورة، فقد "ضن" على ھذه الطاولة بصورة واحدة.
في الركن الأقرب من الطاولة الموالیة للطاولة الرئیسیة، جلس رجل الأعمال محمد ولد بو عماتو، وكان الوزیر الأول ھو الأقرب لھ، وإن لم
یكونا على نفس الطاولة، وقد دفعت ھذه الوضعیة رجل الأعمال "المتعود على النفوذ" أن یكثر من الالتفات، وحتى تغییر وضعیة الجلوس
للنظر أكثر إلى الطاولة الرئیسیة، وكانت عینھ على كرسي "الباترونا"، ربما یرى أنھ أحق بھ.
في طاولات بعیدة "تطایرت" شخصیات كانت ملأ السمع والبصر قبل أشھر معدودة، وتلك رسالة بلیغة قلیل من یستوعبھا، ویستفید منھا قبل
فوات الأوان.