فتحت خيرية الرضوان لصاحبها رجل الأعمال زين العابدين ولد الشيخ أحمد قبل أكثر من عقد من الزمن مصحة هامة في مدينة كيفه قدمت خدمات صحية جيدة بدء بالاستشارات مرورا بالفحوص وانتهاء بالحجز إلى غير ذلك من العمليات الصحة الضرورية؛ ويومئذ صارت قبلة لعشرات المراجعين من فقراء المنطقة ، ثم عرفت في أوج ازدهارها في الأيام الخالية زيارة عدد من الأخصائيين استقبلوا أعدادا كبيرة من المرضى.
غير أن الأمر تبدل منذ عدة سنوات وأخذ أداء المصحة في التراجع ، فاقتصرت على طبيب عام يساعده ممرض أو إثنان يعملون بجد وانضباط ، ثم تخلفت المصحة عن توفير الفحوص الحيوية وبقية الخدمات الأخرى فعزف الناس عنها وصاروا يلتمسون الحلول في أماكن غيرها ، وتم إسدال الستار على بريق هذا المرفق الصحي، ولم يعد اليوم محل أي اهتمام من طرف المرضى.
يحدث ذلك التراجع بالموازاة مع تطوير نظيرات هذه المصحة في انواكشوط حيث تعمل خيرية الرضوان هناك بأقصى جهودها لتقديم خدمات جيدة في وقت تسير فيه مصحة كيفه إلى الإغلاق.
المواطنون يتساءلون عن أسباب إهمال رجل الأعمال لمصحته وهي بين أهله وفي مدينته التي تعد الثانية من حيث الحجم داخل الوطن.
إن حاجة مدينة سيد أرباب العمل ماسة إلى بعث هذه المنشأة الصحية ففي هذه المدينة تتسع دائرة الفقر وينتشر البؤس والعوز وتغيب أدنى درجات التغطية الصحية الضرورية. إنها مدينة مصرفة حقا للصدقة لمن يريد الاستثمار للآجلة.
إن تراجع هذه المصحة مع التدهور الملاحظ في عمليات السقاية التي تقوم بها هذه الخيرية يثير حفيظة الأهل على ولدهم، خاصة في ضوء استحقاقات انتخابية باتت على الأبواب ستحسب نتائجها قطعا على كافة أصحاب التأثير بهذه الولاية ممن يحظون بامتيازات كبيرة من طرف نظام الحكم.
كيفة للأنباء