إعلان

حمامة مسجد مدوامة و مسالمة و سكينة...رحل فى هدوء محمد ولد سيد ولد اخليل رحمه الله(صور)

ثلاثاء, 01/06/2021 - 23:28
رحل فى هدوء محمد ولد سيد ولد اخليل رحمه الله

من أحسن ما طالعت اليوم فى عزاء ابن عمنا الفاضل المتميز، محمد ولد سيد ولد اخليل، رحمه الله تعالى،و قد توفي فجر اليوم الإثنين 19 شوال 1442،الموافق 31/5/2021.اللهم ارفعه و سائر موتانا فى الفردوس الأعلى من الجنة.و للتذكير، فقد شغل منصب مدير ديوان المؤسس الراحل،المختار ولد داداه،كما شغل منصب حاكم للمدرذره و واليا فى موضع آخر،بينما اشتهر توليه لمنصب مدير الأمن الوطني،و ظل مرابطا فى لكصر فى شغر جهادي،خمس مرات فى اليوم فى الصف الأول،فى جامع الإمام، بداه ولد بوصيري،رحمه الله.قال جدى و جده،صلى الله عليه و سلم ،أعنى طبعا ابن عمى، محمد ولد سيد ولد اخليل،جزاه الله عنا خيرا:"أنتم فى صلاة ما انتظرتموها".رحم الله السلف و بارك فى الخلف.و يبدو أن الإداري الناجح الحكيم الوقور، محمد ولد سيد ولد اخليل،عاش زهاء مائة سنة ،فقد كان قرين الراحل صديقه و ابن عمه، إسماعيل ولد سيد أحمد ولد عبد الرحمان ولد اعبيدن،الذى توفي سنة 2016،و الذى عاش 99 سنة، على الأقل، رحمه الله،أما الراحل محمد ولد اخليل فإن لم يكن عمره، لله الحمد، أكثر من 100 سنة (قرنا كاملا ما شاء الله) فهو زهاء ذلك ،و قد عرف بالهدوء و قلة الكلام و انتظام البرنامج اليومي،خصوصا فى السنوات التى عاصرناه فيها، من باب الشهادة بالحق و الدقة فى أداءها، لوجه الله فحسب.فمدة سنوات عديدة، ما دخلت يوما جامع الإمام بداه، إلا لمحته فى الصف الأول،حتى أن والدى رحمه الله،عبد الرحمان ،الملقب اديداي،و أظن ذلك فى منتصف الستينات،كان له قصة طريفة مع رجالات من "أولاد بوسحاق" من بينهم الراحل، محمد ولد سيد ولد اخليل،رحمهم الله جميعا،مدارها و مضمونها الأساسي،التنافس على الصف الأول فى المسجد العتيق بأطار،عند صلاة كل فجر جديد .و لاحظ والدى أنه كلما جاء  للصلاة وجد أولائك الرجال الأخيار ،و من بينهم محمد ولد اخليل،قد احتلوا مواقعهم المعتادة لأداء صلاة الفجر،فما كان منه ذات مرة، إلا أن عمل "حركة خفيفة"، رحمه الله،دون آثار قاسية،لإيصال "رسالة امتعاض أخوي خفيف" من عدم التمكن بسهولة من نيل قصب السبق فى الصف الأول، لشدة حرص محمد ولد اخليل و أقاربه على ذلك، و حتى وافاه المرض المقعد،كان ذلك السمت المركزي فى حياة محمد ولد اخليل فى العتيقين،بأطار و لكصر بنواكشوط،رحمه الله.و للتذكير، والد الراحل سيد ولد اخليل مؤرخ و عالم و مؤلف و رحالة، و أحد أبرز رجالات "اسماسيد"،و قد ترك مكتبة زاخرة بالكتب و الوثائق،ضاع أغلبها و بقي بعضها يعانى من وقع الإهمال الرسمي و غير الرسمي،فهل من منقذ مغيث لهذا التاريخ و التراث، الذى يستغيث لسان حاله فى قلب مدينة أطار،دون رجع الصدى على الأقل،عسى أن يصل صوت المستغيث يوما ما،بإذن الله.اللهم اجعلنا و محمد ولد سيد ولد اخليل و سائر موتانا، ممن قلت فيهم:"وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا"و إليكم ما أشرت إليه فى مطلع هذه التعزية،و هو كما يلى:" كنت في مسجد بداه بلكصر في حلقة من حلقات الشيخ ابوه ولد المحبوبي قبل ثلاثة أعوام من وفاته رحمه الله..دخل محمد ولد اخليل يترنَّح من كِبَر السِّن  ووهن العظم حتى أخذ موضعا قصِيا في المسجد الرحب.. فنظر إليه ابوه متعجبا وذكر من  سالف عهوده لطائف زكية.. ثم قال هذا هو الذي قال فيه محمدن ولد المختار ولد حامدن:
إن مما أقوله في مَقيلي..و مَبيتي للسَّامعين لِقِيلي
حامدٌ وابن حامدٍ أنا هذا..لِخليلي محمدِ بنِ خليلِ
توفي البارحة محمد ولد اخليل.. ففقد مسجد بداه أحد كبراء جماعته، وفقد جواره الطيب أحد مؤسسيه..رحمه الله، وأحسن عزاء كل من له به صلة".انتهى الاستشهاد.

بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول

رحل فى هدوء محمد ولد سيد ولد اخليل رحمه الله