.jpg)
یجمع العارفون بمعالي وزیر المالیة الموریتاني الحالي الوزیر محمد الأمین ولد الذھبي ولد مولاي الزین على استقامته ِ واقتداره المعرفي و ابتعاده عن الشبھات , فالرجل تقلب طوال العشرین سنة الماضیة في مناصب رفعیة في قطاع المالیة " مجال تخصصه " مما یمكن أن یجعل منه أحد اباطرة المال في البلاد وبشكل قانوني ـ لاریبة فیھ ـ , لكن واقع الرجل الاقرب إلى الزھد والتقشف یقول غیر ذلك .
فالوزیر من یوم ولوجه الوظیفة وھو یؤجر شقة بالكاد تستطیع أن تؤویھ ھو وأسرته الصغیرة وأول منزل حصل علیه كان عام 2014 و بشق الانفس من عرق الجبین اشتراه مع أنه موظف سامى و زوجته موظفة سامیة كذلك, حیث اشترى منزلا قدیما یقع بالحي الجامعي في حي مغمور تحیط به المیاه و الأملاح من كل الجوانب كل ذلك بسبب زھد الرجل و ابتعاده عن التمظھر و البھرجة نتیجة خلفیته الصوفیة الطاغیة علیه و على سلوكه .
بعد نیلھه ثقة فخامة الرئیس محمد ولد الشیخ الغزواني بإسناد حقیبة المالیة له و ھو ابن القطاع العارف به حق المعرفة ـ بإجماع الموافق و المخالف ـ شمر عن ساعد الجد و اختط سیاسة مالیة واضحة المعالم جاعلا من الدینامیكیة و محاربة البیروقراطیة الإداریة المقیتة منھاجا , وفي المقابل سد كل منافذ الفساد و الصرف غیر المبرر التي كانت مدرجة تحت بنود وھمیة كان بعضھم یستغلھا من أجل الإثراء غیر المشروع , محولا قطاع المالیة المترھل إلى خلیة نحل تعمل بأحدث النظم المعلوماتیة التي تتیح للمراقب والمتھم أي كان الإطلاع وبكل سھولة على میزانیة الدولة و بنودھا و مراحل صرفھا بكل شفافیة وبانسیابیة تامة , وھو الشیئ الذي جعل بعضھم یشن علیه حملة شعواء لمجرد أن مصالحھم الشخصیة تم الإضرار بھا نتیجة سیاساته المالیة الناجعة وھو ما یفسر تلك الحملة المنظمة و الممنھجة التي یشنھا علیھ من كانوا إلى وقت قریب یسمون بـــ " دیناصورات النفوذ بقطاع المالیة " , لكن لھم ولمن یقف وراءھم نقول :قافلة الإصلاح و شفافیة التسییر تسیر و الكلاب تنبح و الوزیر محمد الأمین ولد الذھبي ولد مولاي الزین كان و مازال و سیظل فوق الشبھات و مواطن الریب.
