إعلان

مراقبون يحملون ولد عبد العزيز مسؤولية توتر العلاقة مع الرئيس ولد الغزواني (خفايا)/إينشيري

جمعة, 18/06/2021 - 20:58
مراقبون يحملون ولد عبد العزيز مسؤولية توتر العالقة

يجمع العديد من المراقبين على تحمل الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز مسؤولية، ما آلت إليه عالقته بالرئيس الحالي محمد ولد الغزواني.
وهكذا يرى هؤالء المراقبين، أنه كان على ولد عبد العزيز بعد عودته من رحلته الخارجية اإلنسجام مع النهج الذي رسمه الرئيس ولد الغزواني لتسير عليه البالد، لكي ال يحرج صديقه
"الأقرب"، الذي وقف معه مواقف مشرفة، حين كان "البعض" يتحين الفرصة للتخلص منه إبان "الإصابة المريبة"، التي نقل إثرها إلى فرنسا للعالج، فضبط غزواني األمور في البالد حتى عاد هو من رحلته، ليباشر مسؤولياته بعد أن كانت األمور في يد أمينة.
كان على ولد عبد العزيز أن يسعى للحفاظ على عالقاته مع صديقة الوفي، ويخلق لنفسه مكانة خاصة لدى الرأي العام، نظرا لكونه سلم السلطة سلميا كأول ضابط يقوم بذلك في موريتانيا. لكن الرجل خالل رحلته الخارجية إلتقى بشخصين من مقربيه تقول بعض المصادر، إنهما أقنعاه بضرورة التدخل في الشأن العام وتسيير البالد وإظهار أنه الشخص المتحكم في أمورها، الشيء الذي حاوله عندما عاد إلى نواكشوط،
فبدأ حراكه داخل حزب اإلتحاد من أجل الجمهورية من أجل دق اإلسفين بين قيادته ومحاولة التحكم فيه لتوجيهه ضد النظام. ومن ثم بدأ سلسلة إتصاالت بشخصيات عسكرية ومدنية إلقناعها بأنه شريك في تسيير البالد. وجاءت احتفاالت عيد اإلستقالل في أكجوجت لتكشف نوايا الرجل، حيث تم التوصل لمعلومات تفيد بـ"نوايا سيئة" لديه سرعان ما كشفت وتم إتخاذ ما يلزم للوقوف في وجهها، ليتمكن الرئيس غزواني
ورجاله "األقربين" من نزع فتيل "المخطط"
وإبعاد كتيبة األمن الرئاسي عن المشهد األمني في تلك اإلحتفاالت، ومن ثم تحويل جماعي لضباطها وأبرز ضباط الصف األقرب إلى ولد عبد العزيز وكذلك األمر بالنسبة لعناصر األمن الخاص المحيط بالرئيس. وتبعا لذلك واصل ولد عبد العزيز حراكه ضد الرئيس ونظامه، بعد كشف "مخططه" الذي كان يحضر له في أكجوجت، ليسارع بعض مقربيه "األقربين" إلى تقديم المعلومات تلو األخرى عنه وعن مخططاته وعن
تسييره المريب. وتبعا لذلك وإنطالقا من تحمل المسؤولية في إدارة شؤون البالد والحفاظ على أمنها واستقرارها والضرب بيد من حديد في وجه كل من تسول له نفسه المساس منها، وافق الرئيس ولد الغزواني على تشكيل اللجنة البرلمانية للتحقيق في عشرية ولد عبد العزيز وتسييره المريب، فكشفت من الفساد ما ال عين رأت وال أذن سمعت، وهو تحقيق شمل رموز عشريته المريبة، ويوجد اليوم الملف أمام
القضاء دون أي تدخل من الرئيس غزواني في مساره، بعد أن ضرب الرئيس السابق عرض الحائط بكل المثل في العالقة بينهما. فأختار نهجا مريبا على مسار طريقة تسييره خالل العشرية لرئاسة الجمهورية وقبلها كتيبة "أمن الرئاسة" التي تحوم الشبهات حول ظروف تسييره لها والوضعية السيئة التي عاشتها هذه الكتيبة العسكرية األبرز، حيث فرض هو نهجا "خاصا" لتسييرها من خالل قلة ضباط مقربين تجمعوا
حوله، فتحكم فيهم من خالل اإلمتيازات المالية، بينما بقي عناصر الكتيبة من ضباط وجنود في وضعية يرثي لها، فلم يستفيدوا من التحسن الذي عرفته القوات المسلحة خالل فترة تسيير الرئيس الحالي لقيادة أركان الجيوش، نظرا لكون ولد عبد العزيز حرص على إبعادها عن قيادة الأركان واستقل بها، وهو ما يؤكد نواياه "الخاصة" لتحقيق طموحات شخصية. واليوم يجد الرجل نفسه في وضعية ال يحسد عليها، فقد
إنفض "الجمع" من حوله، وكشف الشعب أن شعاراته التي كان يرفعها إنما هي "شعارات براقة وبنيان خرب"، الهدف منها هو تحقيق مكاسب مالية للرجل ولمحيطه العائلي "األقرب".
فقد عمل ولد عبد العزيز على تفقير الشعب ليحصل لنفسه على لقب "رئيس الفقراء"، ففي البؤس وانعدام األمن واألمان والتخبط في التسيير عاشت موريتانيا وشعبها خالل عشريته، لتسقط األقنعة التي كان الرجل يضعها، ليبقى اليوم حبيس منزله تحت اإلقامة الجبرية بعد تعنته وإصراره على خرق القوانين والنظم، محاوال بشتى الوسائل أن يلعب دور "ضحية"، وهو الذي أتى على األخضر واليابس في البالد وعاث
فسادا منقطع النظير، ويوما بعد يوم يكشف المزيد من فضائح التسيير في عشريته المريبة، لتتحطم آماله على صخرة صمود الشعب الذي رفض السير معه، ولم يبق حوله إال "قلة" لن يطول صمودها، ألن الكل يشهد على الأيام الأولى من خرجات ولد عبد العزيز ومن كان حوله من رجاله "الأقربين"، فقد إنفضوا عنه وستشهد قابل األيام إلتحاق البقية الباقية بهم، ألن الرجل خسر كل األوراق وفشل في تحقيق أمانيه
وخان العهد ولم يلتزم بأي من إلتزاماته.

بل وصل به الأمر حد مواجهة "النوايا الحسنة" بـ"أخرى سيئة"، من خلال رفضه قبول عرض قدمه الرئيس ولد الغزواني إلرسال طائرة تنقل والدته -تغمدها هللا بواسع رحمته- إلى نواكشوط، وإصراره هو على رفض استقبال التعازي من الحكومة، بل حتى إقناع والده بتلك الخطوة، ورغم ذلك فقد كانت مواقف الرئيس ونظامه إنسانية من الرجل، حيث سمحت له السلطات بالتنقل لحضور تشييع جثمان والدته ولم تمنع أي موظف حكومي من تقديم واجب العزاء له، وهو الذي منع رجل األعمال ولد الشافعي من حضور تشييع جثمانه والده رحمه هللا، ورجل األعمال ولد بوعماتو من حضور مراسيم دفن والدته تغمدها هللا بواسع رحمته.
ولد عبد العزيز يجد اليوم نفسه في وضعية ال يحسد عليها، حيث تفرض عليه اإلقامة الجبرية ويحاول فرض نفسه في المشهد اإلعالمي، من خالل تنقالته سيرا على األقدام إلى إدارة األمن للتوقيع، وهو ما جعله موضع سخرية من طرف الرأي العام، حيث أداس كرامته بنفسه، بعد الكشف عن تورطه في فضائح خالل عشريته المريبة، ليحمله الكل مسؤولية ما آلت إليه العالقة بينه مع الرئيس محمد ولد الغزواني.