ساكنة مدينة انواذيب " تحت رحمة شركات موكا التي حولت حياتهم إلى جحيم لايطاق"/إينشيري

اثنين, 28/10/2019 - 13:03

اشتدت في الأيام الأخيرة وطأة العفن المنبعث من شراكات دقيق السمك في مدينة انواذيبو المخنوقة، هذه الشركات التي لا تحترم القوانين المعمول بها في البلد، ولا تحترم أي شيء أخر، فالمدينة أضحت مكبا كبيرا لهذه الشركات التي تستعمد حسب ما يظهر هذا السلوك المشين و القبيح، دون رادع في غياب تام للسلطات المعنية.
إنّ التعدي السافر على المواطنين و على البيئة، عاد منذ أسبوعين أشد مما سبق، حيث سبق ونبهنا قبل فترة من مخاطر استمرار هذه الشركات في تلويث البيئة بمخلافتها الخطيرة، والتي يعد البحرُ اليوم أحد ضحاياها وهو ما يستدعي على الفور تدخل السلطات الوصية من وزارة الصيد والبيئة .
لقد وقعت هذه الشركات المعنية على دفتر التزامات، حتى أن بعضها قد أغلق، لكن كل مرة يعاودون الكرة، إلا أن هذه المرة تختلف عن سابقيها، حيثُ بات المواطنون المرضى وغير المرضى ضحايا، حالات يتم الحديث عنها، فهذه الإنبعاثات باتت تخنق وسط المدينة، بروائحها الكريهة.
إن موكا وباء وسرطان يستشري الآن في جسد هذه المدينة الحلم، والتي تمنينا دائماً أن نراها بشكل أفضل، خاصة أنها عاصمة إقتصادية بغض النّظر عن مكانتها التاريخية في ذاكرة البلد لما تحتويه من إرث مادي و معنوي يعود لفترات سابقة للإستعمار الفرنسي ولاحقة عليه، لم تبقى اليوم إلا أطلالها وقد طمرتها نفايات موكا المتواجدة في كل مكان.
صحيح، أننا نأسف على قول هذا، لكن، لم يعد الوضع يحتمل، فقد أصبحت المدينة طاردة، مدينة مريضة إذا صحت العبارة، فرئتها الوحيدة ها هوّ التلوث يطالها، فأي مستقبل سيكون للشواطئ؟ هذه الشواطئ التي تعود بمردودية كبيرة على سكان المدينة الذي يشتغلون فيها بغض النظر عن وجهها السياحي.
لا نعرف إذا استمر الوضع على ما هوّ عليه، مالذي سيحدث، فحتى من انتخبهم السكان ووضعوا فيهم ثقتهم لم يتدخلوا في الموضوع، متفرجون وكأن الأمر لا يعنيهم، فهذه المعاناة تصل اليوم أقصاها، ما يقلل من احتمالات أي نهضة أو ازدهار ستعرفها هذه المدينة التي تعجز عن تأمين شوارعها و سكانها، ما يجعل من الترف الحديث عن مستثمر أو استثمار!
أوجه صرخة مكلوم و غيور على المدينة و مستقبلها إلى كل الجهات المعنية بضرورة تدراك المسألة قبل فوات الأوان، ورفع هذه الشركات إلى القضاء، ومحاسبتها على جرائمها التي طالت كل شيء، الأحياء و الأموات، والبرُ و الحر، فمدينتنا في خطر داهم اليوم فإلى متى؟.
نقلا عن موقع صوت