تعليقا على الصوتيات الأخيرة/إينشيري

أحد, 04/07/2021 - 18:04

أثارت مقاطع صوتية لأحد المثقفين موجة من الردود لما تضمنته من تحليل للساحة السياسية والنظام الحاكم موغل في التشاؤم. بيد أن النظر بتمعن في ذلك التحليل يعطي الانطباع بأن صاحبه لم ينظر إلا إلى النصف الفارغ من الكأس تاركا النصف المليء وكأنه غير موجود أصلا.
وكان من الموضوعية بمكان أن يعرج صاحب الصوتيات على الجانب غير القاتم من اللوحة ليحلله ويستخلص منه كما فعل مع الجانب الذي يعتبره قاتما. فالمتكلم لم يحدثنا عن الأسباب الفعلية لقتامة جانب اللوحة، فتناسى أو أغفل تداعيات جائحة كورونا، كما تناسى أو أغفل انعكاسات عشر سنوات من الفساد والارتجالية وسوء التسيير والنهب. ولم يشأ المتكلم أن يحدثنا عن الإنجازات الملموسة، في الجانب المضيء من اللوحة، والمتمثلة، في جزء منها، في إنقاذ الاقتصاد الوطني المنهار، وإقناع الشركاء بذمة الدولة وجديتها، وضخ 400 مليار في مندوبية تآزر، وإعادة النظر في سياسات الصيد، وإسعاف المواطنين بالمبالغ النقدية، بالإضافة إلى التهدئة المفيدة على الجانبين السياسي والحقوقي، واحترام الشركاء والفاعلين السياسيين والتشاور مع أهل الرأي.
إذن كان على صاحب الصوتيات أن يأخذ في الحسبان المعضلتين المتعلقتين بوضعية البلاد قبل وصول الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وتداعيات كورونا، وما تحقق من إنجازات رغم ذلك.