روى العميد موسى ولد بهلي، تفاصيل حول ظروف بث التلفزة إقالة الجنرالات من طرف الرئيس الأسبق ولد الشيخ عبد الله، وذلك في إطار سرد يقوم به على صفحته بـ"الفسبوك" عن تجربته في التلفزة الموريتانية.
وفي هذه الحلقة قال العميد موسى ولد بهلي: "في صبيحة ذلك اليوم وأنا عند البوابة الرئيسية للتلفزيون لاحظت حركة غير عادية، دخلت فإذا بالزميل اسحاق يستعد للدخول الي الاستديو، وبيده مرسوم إقالة الجنرالات، والزميل الشيخ الناجي يبحث عن هاتف الزميلة حورية من اجل إذاعة المرسوم بالفرنسية. دخل اسحاق واذاع النبأـ عند خروجه قلت له ممازحا: "لا تبتعد سوف تذيع بيانا مغايرا"، رد علي: "لن اتناقض اقراه انت".
قبل دخول حوري التقيت بالجنرال فيليكس نيكري معه تسعة أفراد مدججين بالسلاح، حياني وقال: "تعال بنا الي الاستديو"، قلت له: "سيادة اللواء المدير المساعد محمدو السالم ول بوكه في مكتبه والمدير الفني ما كان موجود يجب ان يكون معنا احدهم". قال لي: "اذا هيا بنا إلى المدير الفني". دخلنا علي المدير الفني في مكتبه مع عناصر الحرس وامره الجنرال بالمضي بنا إلى غرفة التحكم، ذهب معنا المدير الفني واشرف على إنهاء البث وقط الكهرباء عن كامل المبني. وذهبنا الي المدير العام المساعد، سلمنا الجنرال للعقيد ول الديك وأمر باخلاء مبني التلفزيون الا من ثلاثتنا، بعد دقائق وصلت سيارة تقل الوزيرين ولد المعلى وزير الثقافة ووزير الاعلام ول ابراهيم اخليل، وضعهما العقيد تحت الحراسة وجاءته الاوامر بوضع الامور تحت تصرف ول ابراهيم اخليل، كان بحوزة الوزير ول ابرهيم اخليل البيان رقم واحد الذي قراه بالعربية الوزير ول المعلي وبالفرنسية اعمر ول بوحبيني رحمه الله.
كان ول ابراهيم اخليل يبحث عن تلفون لمام الشيخ الذي ستسند له مهمة إدارة التلفزيون مديرا عاما، كان المدير الفني رغم تنفيذه للاوامر ممتعضا بعض الشيئ وغير مرتاح من تعامل العسكر له، خاصة ارتياب الحرس. وقال للعقيد: "نحن حراس هذه المؤسسة نسلمها للجهة الغالبة لا دخل لنا في معارك هي للكبار اتركوا لنا امر الادارة فنيا"، فقال له العقيد: "عليكم ان تتحملوا ساعات تستجيبون فيها لاوامر لا يحق لكم ان تستفسروا عن مضامينها الساعة الثالثة". رجعت الامور إلى نصابها واستدعى طاقم التلفزة لمزاولة اعماله تحت إمرة لمام الشيخ الذي لم تتجاوز فترة ادارته ثلاثة اشهر".