لان تأكدت بشكل رسمي نتائج الاقتراع في انتخابات الاعادة في بلدية عرفات فاننا يمكن ان نقول ان كل ضارة نافعة بالنسبة للدولة ولحزبها الحاكم.. فهذه الانتخابات اظهرت بشكل جلي احتجاج اهالي عرفات وعدم رضاهم عن السياسات الرسمية المتعبة تجاههم
خصوصا فيما يتعلق بتهميش الدولة لهم وتركها لهم فريسة لدى حزب سياسي يجثم على صدر هذه المقاطعة منذ سنوات وسنوات من دون رصيد سياسي يمكن ان يباهي به التواصليون في ميدان المنافحة..
اليوم اهالي المقاطعة اوصلوا رسالتهم للدولة وعبروا عن انزعاجهم لما تعرضوا له خلال هذه السنوات الماضية من تهميش وخذلان جراء ابقائهم في مخفر حزب تواصل العوبة لدى مصالح ما يسمى بالاسلام السياسي الدولي ووكلائه المحليين.
لهذا ها انت ترى نسبة المشاركة تصل المستويات المتدنية وترى ايضا اهالي المقاطعة يلتزمون بيوتهم فلايشاركون في الاقتراع وهو امر لاشك يغلب كفة الاحزاب التياراتية العقائدية والجماعات العنصرية ذات الهويات الجزئية والولاءات الهامشية .. وما كان لاهالي عرفات ان يعلنوا عن هذا الموقف الاحتجاجي الا بفعل عوامل الغضب والاحتقان لهذا الزمن الطويل الذي تركوا فيه في معاقل هذه الجماعة وهذا الحزب.
اليوم من المبالغة ان يعتبر حزب تواصل ان ما تحقق انتصارا بل هو تاكيد على ان الدولة شفافة ونزيهة وليست لها نية بالتزوير او التلاعب باصوات الناس .. من جهة اخرى على الذين كانوا يملؤون الصفحات بالكذب والخيالات الواسعة ويتحاملون على نظام السيد محمد ولد عبد العزيز والوزير الاول ووزير المالية والجنرالات ورجال النظام ومنتسبوا الحزب الحاكم ان يخجلوا هذه المرة من انفسهم بعد ان سقطت الاكاذيب وذبلت الادعاءات..
فاين هو التزوير واين هي عمليات التلاعب كما كنتم تروجون.. لقد بيضت هذه النتائج وجه النظام الموريتاني حكومة واطرا وفعاليات..
الا انه في المقابل يحق للمواطن في عرفات ان يسائل نفسه عن أي انجاز يشفع لتواصل او يمنحه حق الانتخاب هل هناك مشاريع اقتصادية طموحة تميز عمله عن غيره.
وهل هناك انجازات ميدانية تلبي طموح المواطن في هذه المقاطعة ؟
أين هي الجمعيات الاهلية التي يديرها الاخوان ويتقاضون عبرها المبالغ الوهمية.
اين العمل الانساني والخدمي الذي يمكن ان يشفع لهذا الحزب ويضمن له القبول في هذه المقاطعة..
و يحق للحكومة وللنظام ان يفخرا بعد ان ألجما تلك الاصوات المبحوحة التي كانت ستصرخ وتصيح على التزوير وغياب الشفافية وشراء الذمم. هي تهم كانت جاهزة وكان البوق ينتظر الضغض على الزر.
وبكل تاكيد فان هذه الانتخابات ستكون فرصة لمراجعة السياسات الرسمية والحزبية المتبعة تجاه هذه المقاطعة