انطلقت مسيرات فرح عارمة في كبريات مدن الصحراء الغربية " العيون ،الداخلة ،السمارة ،بوجدور" بعد تتويج الجزائر العظيمة بكاس امم افريقيايوم الجمعة الماضي بالقاهرة وقد اهتزت الشوارع في هذه المدن على غرار غيرها من المدن العربية التي فرحت كثيرا بهذا الانجاز الرياضي الجميل الذي جاء عن جدارة واستحقاق وشكل بالنسبة للشباب العربي من المحيط الى الخليج نقطة مضيئة في عالم يعج بالخيبات العربية وتحترق فيه الأمة وتُسام الهوان .
كان ما حدث في المدن الصحراوية القابعة تحت الاحتلال والمحاصرة بمثابة هبة جماهيرية عارمة تعبيرا عن ما يكنه الشعب الصحراوي للجزائر العظيمة من حب وتقدير ومودة ،لم يستطع المحتل المغربي تحملها فلجأ بكل غطرسة الى القمع بكل وحشية نتج عنها سقوط الشهيدة صباح احميدة انجورني في نفس الوقت تحت عجلات سيارات الأمن ومناوشات خطيرة تصدى فيها الشباب الصحراوي لقوات الامن رافضا الانصياع والاستسلام فكان المصابين بالعشرات والاختطافات كذلك وسط تعتيم اعلامي كبير.
يقوم المحتل المغربي منذو سنوات بعد أن اعطته فرنسا الاستعمارية الضوء الاخضر بسياسة خطيرة في الصحراءالغربية تعتمد على القمع والتنكيل بكل من يجاهر بمواقفه المطالبة بتقرير المصير والاستقلال مستعينا بحصار اعلامي فظيع على المنطقة فهي ممنوعة من زيارة الصحافة والحقوقيين وبلغ به التعنت حد رفض الزيارة حتى للمبعوث الاممي الذي يمثل الامين العام للامم المتحدة " اكبر محفل دولي" والراعية للمفاوضات المباشرة بين الطرفين الصحراوي والمغربي والتي تتواجد ادارة بعثتها للاستفتاء في الصحراء الغربية "المينورصو " في العيون المحتلة منذو سنة ١٩٩١ بعد اتفاق وقف اطلاق النار بين الطرفين من اجل اعطاء فرصة لتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي مازال المغرب يماطل فيه .
ورغم كل ما يمارس النظام المغربي من سياسات فانه يبدو يوما بعد يوم كمن يحاول حجب الشمس بالغربال ،فالانتفاضة الصحراوية تتقوى وتتجذر والوعي السياسي ينمو في اوساط الشعب وفي كل مناسبة كبيرة تخرج المسيرات بكم اكبر وبوسائل نضالية جديدة تجعل النظام المغربي يدفع بمزيد من الجيش الى المدن ممارسا كل الاساليب القمعية البالية التي ستعجل بحول الله لا محالة بزواله ككل مستعمر مستبد.
ورغم أن الشعب الصحراوي كما اعلن ثورته من اجل التحرير بداية السبعينيات من القرن الماضي ضد الاستعمار الاسباني معتمدا على الله تعالى وعلى نفسه وبسالة وشجاعة ابنائه فانه مازال على نفس الطريق وبنفس الروح ،ولكن متى يقتنع المجتمع الدولي وخاصة الاقربون بضرورة المساعدة والوقوف مع المظلوم خاصة اذا كان جار واخ شقيق والقول للاخ الآخر الظالم انه ظالم تاسيا بالدين الاسلامي الحنيف ومبادئ الاخوة والعدل والديمقراطية ،يقال ان :" المصيبة ليست في ظلم الاشرار بل في صمت الاخيار."