أعلنت وزارة الصحة، قبل قليل، وفاة الشخص الذي أعلن عن إصابته بفيروس كوفيد19،والذي يعتبر الحالة التاسعة من إصابات”كورونا” في موريتانيا.
وأكدت الوزارة في بيان لها، أن المصاب مواطن يبلغ من العمر 63 عاما وهو مسير بقالة في تفرغ زينه ويعانى من المرض منذ ثلاثة أيام.
وأضاف بيان الوزارة أن المصاب “تنقل بين عيادتين خصوصيتين حيث كان يتلقى العلاج دون أن يتم إخضاعه لفحص كورونا أو الاتصال بالوحدة الصحية الخاصة بمتابعة المرض.
وأعلنت الوزارة أنه تم تطويق البقالة وحجر كل العاملين فيها، كما تم حجر أسرة المعني. مشيرة أنها بدأت في تتبع مسار كل الذين خالطوه لتحديدهم والبدء فى حجرهم.
و في سياق متصل كتبت الطالبة كلية الطب أسماء بنت بديدي ولد باباه ابنة المصاب التاسع بكورونا في موريتانيا على صفحتها الشخصية تدوينة مؤثرة سردت خلالها كيف قصرت الجهات الصحية في التعاطي مع حالة والدهما.
وهذا نص التدوينة:
الحمد لله...
رضينا بقضاء الله..
رأيت القيل كثُر في مايخُص أبِي و كثُرت الإتهامات الموجهة له حول محاولته القتل بعدم اتخاذه الإجراءات اللازمة علما .. فما بالكم ألا تُراعوننا و أنّنا في مصيبة ؟!
لقد أصيب أبي بحمى قد أصابتنى بعده بأيام وتصلت على الرقم الأخضر وأخبرتهم بأعراضنا سألونى هل نعانى من ضيق التنفس فأجبت بلا وأخبرونى أنه حسب ماقلت هذا لايعنى كوفيد ، فقط حمى عادية لم تظهر معها أعراض كوفيد الأخرى ، كان يتعرق في الليل كثيرا و يسعل دما .. ذهبنا به إلى الدكتور عبد اللطيف المتخصص في أمراض الرئة و أخبرنا أن حالته ما بين كوفيد و مرض السل(tuberculose) ثم أضاف لنا أن المرجح هو سلّ لأن أعراضه -العرق و سعال الدم- متوفرة!
اتصلنا على الدكتور أحمد البراء المسؤول عن الفحوصات و أخبرناه عن حالة أبي و رغبتنا في إجراء فحص كوفيد له فقط من أجل التأكد ، وجهنا إلى الدكتور انداي المسؤول عن الفيروس ، سردنا عليه التفاصيل ثم سألنا إذا كان قريب عهد بالسفر فأنفينا له ذلك ( فله سنتان و هو لم يخرج من البلاد ) و طمأننا بكلّ أريحية و ثقة أنه ليس مُصابا و لامشتبهً به حتى و السؤال هنا لماذا لم يُخضعه للفحص ، و لو هو احتمال ١٪ ما الذي يمنعه ؟!.. و لأخبركم أيضا كان أكثر حرصا على الإجراءات الوقائية فالمعقم لا ينفد منه إلا و أخذ آخر ، و كان ملتزما بعدم مُخالطة الناس أكثر من أي شيء!
البارحة عند الثالثة صباحا أصيب بضيق تنفسٍ شديد أضطرنا إلى نقله إلى المستشفى في تلك الساعة ، ذهبنا به إلى المركز الوطني لأمراض القلب و أسعفوه ثم اشتبه فيه فأجروْ له الفحص و كانت الصدمة -رغما عنّي كنت فيها لضيق تنفسه- بتأكيد إصابته والحمد لله على كل حال
كما أنفي لكم أي حالة أخرى فينا والحمد لله .. و أطلب منكم توقيف هذه الاتهامات و الكلام القاسي فنحن لما قلوب و تلك القلوب متمزقة فرفقا بنا جوزيتم كلّ خير .. أسأل الله أن يرحمه و يعفو عنه و أن يسكنه الجنة و يجعله من الناظرين إلى سُبحات وجهه الكريم و عزائنا ألا مصيبة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم...