طالما استعذت بالله من شيخوخة ولد الشدو و شباب ولد حرمة الله.. و قد رأيت أن أجعل من هذه التعويذة وردا صباحياً بعد أن قرأت المقال الأخير للأفوكاتو العجوز، الذي كاد أن يخلع فيه صفات الذات الإلهية على ولد عبد العزيز، كما اعتبر فيه الانقلاب على سيدي ولد الشيخ عبد الله، أول رئيس مدني منتخب في بلادنا فتحاً ديمقراطيا و"حركة إصلاح".
لقد تيقنت و أنا أتابع الشيخوخة السياسية غير الوقور لولد الشدو أن "الرجل قد يعمل بعمل "الكدحة" حتى يكون بينه و بينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل "البرجوازيين" و المفسدين فيرمى به في مزبلة التاريخ".. و لعل مزبلة التاريخ تأففت و أغلقت أنفها حين رُمي فيها ولد الشدو و ولد الداده و اعبيد الله ولد حرمة الله.
لا أقرأ في العادة مقالات الشدو لأنني لست ممن يسعدهم تعذيب أنفسهم، و قراءة مقالة لولد الشدو تضاهي في مرارتها تجرع كوب من القطران، غير أن شيخي في التصوف أخذ عليّ نفسه مهمة تربيتي الروحية، ففرض على قراءة مقاله الأخير، و لعله رأى في ذلك قتلاً لنفسي بحملها على المشاق و تعويدها على المكاره.. و قد قرأت المقالة و لسان حالي ينشد قول أبي بكر الفاضلي "بكن": فإن كنت فيما قد فعلت مربّياً لأبرأ من كبري تبرأت من كبري كانت المقالة صادمة، و قد نجح "شيخي" في قتل نفسي بها في لمح البصر، فكان أولى بنا أن نغيّر في حقه بيت ابن انبوجه التيشيتي، من: (بلا خلوة ربى وربوا بخلوة) إلى (بلا "مقالة" ربّوا و ربى "بمقالة").. و ما كنت أعتقد أنني أصدم بعد موبقة ولد الشدو و كبيرته التي كان عنوانها "لمصلحة من تستهدف رموز الوطن بالباطل؟" حيث كتب ما نصه "... . ومن هنا جاء استهداف الرموز التالية على سبيل المثال لا الحصر: - الإمام مالك بن أنس وكتب المالكية، والشيخين محمد سالم ولد عدود وبداه ولد البوصيري إمامي الأمة وحاميي حمى الملة والهاديين إلى الصراط المستقيم في هذا الإقليم. - الرئيس المختار ولد داداه أبا الأمة وباني الدولة وواضع أسس الحكامة الرشيدة قبل أن تصبح الحكامة نهجا أمميا: الفصل بين السلطة والمال، والتقشف، وحماية الشيء العمومي. - الرئيس محمد ولد عبد العزيز منقذ موريتانيا من الدمار الذي حاق بها، وجابر صدع وحدتها الوطنية، وباني نهضتها الحديثة، ومعلي شأنها ورافع رأس الإنسان فيها.
العقيد الشيخ ولد بايه منقذ ومحرر ثروتنا السمكية التي كانت نهبا ومرتعا للصوص والمفسدين! فالرجل لم يثنه خوف أو طمع؛ بل خاض الأهوال والمغامرات حتى حقق أهداف الوطن وأصبح ركنا من أركان الإصلاح والنهضة والبناء تعتمد عليه الدولة.
صحيح أن القانون يخوله مكافآت مشروعة على ذلك. كان غيره يأخذها، ويأخذ معها "الجزية" من أيدي المافيات الأجنبية والمحلية وهو صاغر.
- السيد المختار ولد اجاي رأس حربة الإصلاح الاقتصادي والمالي والسياسي الذي لا يتزعزع ولا يلين ولا يخضع.
- الدكتور سيدي ولد سالم باني نهضة التعليم العالي ومنفذ وحامي سياسة التطور والنهوض بعقل الأمة.
- الزعيم مسعود ولد بلخير شيخ النضال الحقوقي والسياسي من أجل أمة موريتانية واحدة متصالحة وآمنة ومزدهرة!
إن الرئيس مسعود يرفض زعزعة أمن واستقرار الوطن ويعارض العنصرية وترويج وبث الكراهية والتطرف ولا يقبل الابتزاز! ولو لم يكن كذلك لما استهدفه المفسدون! والقائمة تطول...!". انتهى الاستشهاد الرديء.
لقد ارتقيت أيها الأفوكاتو العجوز مرتقىً صعباً، و كبرت كلمة تخرج من فيك: أن تجعل اللص ولد عبد العزيز من الثوابت الوطنية. بنى الأفوكاتو العجوز شهرته على لعب دور "محامي الشيطان" غير أنه أصبح مؤخراً هو الشيطان نفسه.
حنفي دهاه