تتعرض هذه الأيام وزيرة التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة، السيدة الناها بنت مكناس، لهجوم شرس من قبل ذباب وكلاب الانترنيت على خلفية ما اعتبره بعضهم "فشل مشاركة موريتانيا في معرض دبي أكسبو". وتناسى هؤلاء أو جهلوا أن المعرض تديره سيدة غير الناها، وأن تلك السيدة مستقلة في ماليتها، وفي قرارها، وفي اختياراتها، وفي وجهة نظرها المتعلقة بشكل وفحوى مشاركة البلاد في أي معرض.
ويأخذ بعض الذبابيين والكلابيين على السيدة الناها أنها شاركت في عدة حكومات موريتانية، وجهلوا أو تجاهلوا أنها رئيسة حزب "الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم" الذي يعد ثاني حزب من حيث الحجم في الأغلبية الحاكمة، كما يعتبر أول حزب في الأغلبية من حيث العراقة والحضور، وأكبر حزب يملك قاعدة شعبية في الضفة و شمال البلاد، وبالتالي فإن رئيسته تستحق منصب وزير ما دام للديمقراطية والتمثيل الديمقراطي معنى وممارسة في بلادنا.
ولعل الذباب تناسى والكلاب تجاهلت أن السيدة الناها بنت مكناس كانت من ضمن لائحة قليلة من وزراء العشرية السوداء الذين خرجوا بأيد نظيفة لم يمسسها درن الفساد، إذ لم يسجل عليها أي تجاوز لسلطاتها أو انتهاك لحرمة المال العام، أو تملق مفرط لا يليق بها.
وأكثر من ذلك، يجب أن ينتبه الذباب والكلاب أن الناها تربت على يد والدها حمدي ولد مكناس الذي بنى الدبلوماسية الموريتانية ووضعها على أسس صلبة، وبالتالي فقد تربت على السلوك الدبلوماسي القويم وعلى الصبر والحكمة والرزانة باعتبارها أهم ركن من أركان العمل الدبلوماسي.
دون أن ينسى الذباب والكلاب أن الناها صاحبة كفاءات عالية وقدرات كبيرة في التسيير، وأنها مثقفة من الطراز الذي يستحق على البلاد أن تبجله.
ومهما يكن من أمر، فقد حان لذباب الأنترنيت أن يخجل، وحان لكلابه أن تخسأ، فالذباب يظل يزط والكلاب تظل تنبح، لكن قافلة الناها تظل تسير رغم الشيطنة والدعايات المعوضة.