وعَدَ رئيس الجمهورية فوَفى.. تلك هي سجيته منذ أن تسلم مقاليد السلطة قبل أكثر من عامين.
لكن وفاءه هذه المرة كان أسرع مما توقعه المراقبون، فما هي إلا أسابيع محدودة فصلت بين توجيهات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني للحكومة خلال اجتماع في القصر الرئاسي بضرورة استحداث آلية وطنية لاستيراد المواد الغذائية الأساسية وبيعها في السوق بأسعار تناسب القدرة الشرائية للطبقات الهشة، وبين إصداره مرسوما رئاسيا يعلن عن إنشاء هيئة للشراء والتمويل تحمل اسم "مركزية الشراء وتموين السوق".
وحتى يأتي الوفاء بهذا الوعد الهام سريعا، جاء تعيين مدير جديد للهيئة المستحدثة بعد ساعات من إعلان إنشائها لتكتمل حلقة الاستعداد للعمل من أول يوم.
إن الهيئة الجديدة ستعمل على كبح أطماع المحتكرين للمواد الغذائية، وستجبرهم على خفض الأسعار التي يبيعون بها لتجار التجزئة، وهو ما سيولد خفضا ملاحظا للأسعار، بعد أن يشعر المستوردون الخصوصيون بدخول لاعب قوي جديد، سيزيد العرض في مختلف الأسواق.
وبهذه الخطوة الموفقة، بات جليا للعيان كيف يعيش الرئيس تفاصيل حياة المواطن، وكيف يتأثر بمعاناته، وكيف يتدخل لصالحه.
ورغم أهمية خطوة إنشاء "مركزية الشراء وتموين السوق"، فإن ما تقدمه من خدمات جليلة لصالح المواطنين البسطاء، لن يؤثر سلبا على سير البرامج العديدة التي أطلقها الرئيس ورعاها خدمة لذوي الدخل المحدود ومعدومي الدخل، فهي برامج ماضية في سبيل تحقيق أهدافها التي تصب في بوتقة واحدة، ألا وهي مساعدة الفقراء وتمكينهم من العيش الكريم.
لقد أخذ الاعتناء برفع مستوى حياة الناس، وتحقيق الرفاه للجميع، والتركيز على الطبقات الأكثر هشاشة، نصيب الأسد من برنامج "تعهداتي" وبقية البرامج المكملة له، ويظل الوفاء بتلك التعهدات، والعمل على تنزيلها واقعا يعيشه الناس والشغل الشاغل لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ، والهدف الذي ما لم يتحقق فلا سبيل لاطمئنان أي موظف على منصه، مهما علا شأنه.