ﺩﺧﻞ العالم المعروف”ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ” ﻋﻠﻰ الخليفة العباسي “ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ” ﻳﻮﻡ ﺑُﻮﻳﻊَ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ، *“رحم الله الجميع”
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ “ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﻋِﻈﻨﻲ ﻳﺎ ” ﻣﻘﺎﺗﻞ” ! ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻋِﻈُﻚ ﺑﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖُ ﺃﻡ ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖُ؟
ﻗﺎﻝ : ﺑﻞ ﺑﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ. *
ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ! ﺇﻥ الخليفة ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺃﻧﺠﺐ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻭﻟﺪﺍ ﻭﺗﺮﻙ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ، فَﻛُﻔّﻦَ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ ، ﻭﺍﺷﺘُﺮِﻱَ ﻟﻪ ﻗﺒﺮٌ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ ﻭَﻭُﺯّﻉ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ وهو 9 دنانير فقط.
ﻭأنجب الخليفة ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻭﻟﺪﺍ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻧﺼﻴﺐ ﻛﻞّ ﻭﻟﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ﺍﻟﻒ ﺍﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ(مليون دينار من الذهب) فضلا عن الضيعات والقصور والحدائق والخدم والحشم .
ﻭﺍﻟﻠﻪ … ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ : ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖُ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻳﺘﺼﺪﻕ ﺑﻤﺎﺋﺔ ﻓﺮﺱ مجهزة ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭرأيت ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻫﺸﺎﻡ ﻳﺘﺴﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ.
ﻭﻗﺪ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﻤﻮﺕ : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻛﺖ ﻷﺑﻨﺎﺋﻚ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺗﺮﻛﺖ ﻟﻬﻢ ﺗﻘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺻﺎﻟﺤﻴﻦ ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻦ ﺃﺗﺮﻙ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
وقد ﺫُﻛِﺮَ ﺃﻥ ﺍﺑﻨﺔً لعمر ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ وهي ﺗﺒﻜﻲ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻃﻔﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺁﻧﺬﺍﻙ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪ من أعياد اﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .. ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ : ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺒﻜﻴﻚ؟ ﻗﺎﻟﺖ : ﻛﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﺮﺗﺪﻭﻥ ﺛﻴﺎﺑﺎً ﺟﺪﻳﺪﺓ؟ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﺭﺗﺪﻱ ﺛﻮﺑﺎً ﻗﺪﻳﻤﺎً رثا!!
ﻓﺘﺄﺛﺮ ﻋﻤﺮ ﻟﺒﻜﺎﺋﻬﺎ ﻭﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺯﻥ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﺗﺄﺫﻥُ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﺻﺮﻑ ﺭﺍﺗﺒﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ؟ *
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﺯﻥ: ﻭﻟﻢَ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ؟ ﻓﺤﻜﻰ ﻟﻪ ﻋﻤﺮ !.. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺯﻥ ː ﻻ ﻣﺎﻧﻊ، ﻭَ ﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮﻁ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ؟!
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺯﻥ: ﺃﻥ ﺗﻀﻤﻦ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﺣﻴﺎً ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻟﺘﻌﻤﻞ ﺑﺎﻷﺟﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪ ﺻﺮﻓﻪ ﻣﺴﺒﻘﺎ , فبكى ﻋﻤﺮ وتركه ﻭﻋﺎﺩ الى منزله ,ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ : ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ؟
ﻗﺎﻝ : ﺃﺗﺼﺒﺮﻭﻥ ﻭ ﻧﺪﺧﻞ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﺃﻡ ﻻ ﺗﺼﺒﺮﻭﻥ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﺃﺑوﻛﻢ ﺍﻟﻨﺎﺭ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﺼﺒﺮ ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ !
فبكى الخليفة المنصور بكاء شديدا وقال :
رحمك الله يا عمر لقد أتعبتَ الخلفاء من بعدك.
ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﺎ ﻧﻤﺘﻠﻚ أمثال هؤلاء ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ :
ﺍﻟﺨﺎﺯﻥ.. ﻭﻋﻤﺮ .. ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﺮ.