أخيرا أصبح للأغلبية مرشحها المعلن، وتأكد أن محمد ولد الغزواني هو من وقع عليه اختيار الرئيس محمد ولد عبد العزيز ليخلفه في القصر الرمادي للولاية الرئاسية القادمة، ولا يبدو أن المعارضة باتفاقها على مرشح واحد أو عدم اتفاقها قادرة بأي قدر من المستويات على عرقلة هذا السيناريو، فدعم الرئيس محمد ولد عبد العزيز لوحده كاف لحصول محمد الثاني على أغلبية مريحة وفي الشوط الأول، تأتي بعد ذلك ميزات نادرة يتمتع بها الرجل منها شعبيته الكبيرة في مناطق "الخزان الانتخابي"، وسمعته الطيبة في الأوساط السياسية والاجتماعية في البلد وصفات شخصيته من حكمة ورزانة وحزم وتكتم، هذا إضافة إلى شراكته المؤثرة في كل القرارات الأساسية خلال الحقبة الأخيرة.يأتي هذا الانتقال الهادي والسلس للسلطة ليجنب البلد هزات هو في غنى عنها، ولعل ما شهدناه سنة 2007 ما يزال حاضرا في الأذهان حيث لم تحمل تجربة "الرئيس القادم من خارج النظام" سوى القلاقل والإضطرابات، ورئيس غير مطلع على كثير من الأمور والتفاصيل، تتقاذفه التوجهات السياسية المتناقضة، فأصبح يمضي أكثر وقته في حل الحكومات وإعادة تشكيلها وآل به الأمر بعد ذلك إلى إدخال البلد في أزمة استباحت سيادته واستقراره، وكان الضحية من كل ذلك هو المواطن البسيط الذي أهملت شؤونه وحاجاته وترك لمصيره يطحنه الغلاء وصعوبة المعيشة وتردي الأوضاع السياسية والأمنية.
في السنوات الأخيرة عرفت البلاد نهضة شاملة لا ينكرها إلا مكابر لا يريد أن يرى ما تبدل في حال المواطن وتغير من صورة البلد في الداخل والخارج، وتتطلع الأكثرية الشعبية الآن إلى رئيس قادر على مواصلة نفس الطريق، ولو أردنا أن نعدد نصيب المواطن البسيط من مكاسب العهد الرئاسي الأخير، فلا بد لأي شخص منصف أن يثمن :
-إزالة الأحياء العشوائية وإنهاء معاناة سكانها الطويلة
-إنشاء دكاكين بيع المواد الغذائية والسمك بأسعار زهيدة
-تعميم التأمين الصحي على الجميع
وهي مكاسب غالية يجب أن تصان وتعزز وأهم من ذالك المحافظة عليها حتى لايقع التراجع عنها.
ينبغي كذالك التصدي بحزم لخطاب نشر الكراهية وإثارة الأحقاد وإذكاء نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد
ثم إن البلد سيعيش ان شاء الله في السنوات المقبلة طفرة اقتصادية كبيرة بإستخراج الغاز وتناصف عائداته مع الشقيقة السنغال وهو ماسيعود بالنفع الملموس علي معيشة المواطن و رفاهيته وتطور الدولة وتنميتها .
بوسع مرشح الأغلبية أن يعول على نقاط قوة لديه أبرزها
-دعم الرئيس محمد ولد عبد العزيز له وثقته فيه .
-أغلبية مريحة لحزبه تجاوزت 60% من البرلمان الممتدة ولايته لخمس سنوات قادمة .
أكثرية شعبية سترجح كفة فوزه يوم 16 يونيو القادم .
محمد محمود ولد أحمده