قرأت بسرعة مقال "المساء" الذي كتبه اليوم ابن اختنا الفاضل د. إسلكو ولد ازيد بيه تحت عنوان "القضاء الموريتاني والفرصة الذهبية"، وبودي أن أعقب عليه تعقيبا سريعا، وخاصة في أمور كنت أعتقد أن العقل الرياضي الباطني لدكتورنا سينبهه إلى منطقها الهش...
1/ يجهد الدكتور نفسه في محاولة معروفة الأهداف - طبعا الخارجية - ليبرهن أن اللجنة البرلمانية لجنة حَمَاسِية، وكأنه بالإضافة إلى الهدف الأساس يريد أن يسلب من الأغلبية الغالبة في البرلمان هذا الفعل التاريخي غير المسبوق في تاريخنا السياسي المعاصر بجرة قلم... وما كنت أحجو والحوادث جمة أن يكون تفكير دكتور الرياضيات على هذا النمط...
2/ يبدو أن الدكتور لم يستوعب بعد بما فيه الكفاية ميلاد مولود جديد استهل صارخا بعده، ومازال يكبر في الواقع وفي الفكر وفي الأمل إنه الإجماع الوطني غير المسبوق هو الآخر مثل الفعل التاريخي للجنة البرلمانية... وفي هذه أنصف الدكتور، فشعوره ما زال يختزن في مغيباته النفسية الصورة النمطية للملك دقيانوس...!!!
لم يعد هناك بعبع في الساحة الوطنية... هناك طريقة أخرى في إدارة الحكم لها أساليبها ولها لغتها ولها مسحتها الأخلاقية وبعدها العقلاني...
3/ أشار الدكتور في سخرية غير لائقة بمثله إلى أن حكومتنا توجه من طرف "عامل غير دائم"، وكيف لدكتور في الرياضيات أن يصف مهندسا نظيفا خريج أعرق مدارس الهندسة في فرنسا بهذا الوصف... سألتمس لابن أختي العذر فقد غاب عن ذهنه أن أفلاطون وهو ينظر لمدينته الفاضلة كتب على باب أكاديميته: من لم يكن مهندسا فلا يدخلن علينا، والموريتانيون اليوم يتحدثون عن دولة فاضلة...
ثم إن الحديث عن العمال غير الدائمين يبدو متأخرا فمن أغرق مفاصل الدولة بهم، وحتى ممن لم يعملوا في الدولة ولم يحملوا شهادة ...؟
4/ تحدث الوزير السابق والسفير كذلك وكاتم السر أو الحاجب عن سرعة تقرير اللجنة البرلمانية وكأنها "حبشة مطلوس من فم اسبع" وبما أنني لست متخصصا في الحيوانات المفترسة فإنني لن أتكلم عن "حبشة "الوزير هذه أو "خبشته"...
فما يستوقفني أكثر هو الحديث عن خرق للسيادة الوطنية، وذلك عندما يقوم مكتب خبرة دولية بعمل فني محض ...!!!
ولكأنني أتوقع من الوزير ومن على شاكلته أن يبخسوا هذا العمل في حالة غياب الخبراء الأجانب...!!! لكن سبقهم لها عكاشة... وربما يكون السؤال المطروح ما هو الضير في مكاتب الخبرة الأجنبية...؟
مسكين مفهوم "السيادة" عند الوزير الذي يتضرر من التدقيق المحاسبي في عمل وطني مشهود يستهدف إعادة ثروتنا المنهوبة، ولا يتضرر من تمكين الأجنبي من مقدراتنا الاقتصادية:
من منح الجزر إلى منح الأرض والثروة عبر اتفاقيات يتجاوز عمرها خمسا وعشرين سنة من استنزاف ثروتنا الوطنية... !!!
أين عقلكم الرياضي يا سيادة الوزير إن لم أقل أين ضميركم الوطني؟
مسكينة هذه "السيادة" التي لم تتأثر بتحويل ذهبنا وفضتنا إلى البنوك الأجنبية ولا ننتبه لمعانيها إلا عندما تصان ويحمى حماها...
5/ لن أتكلم عن القضاء ولن أعقب على ما قاله الدكتور حول الفرصة الذهبية ولا على آخرين تحدثوا عن دخول القضاء الموريتاني التاريخ من بابه الواسع ودعوا البرلمان والشعب للنزول للشارع ومساندة القضاء فالقضاء ظهيره الأوحد هو تطبيق القانون لذلك فهذا الكلام أقرب للتهريج منه لمنطق دولة الحق والقانون... والفرصة الذهبية الحقيقية للقضاء هي المتاحة له حالا وهي أن يبقى القضاء مستقلا ولا ينبغي للنخبة أن تشوش عليه.
ابن اختنا الفاضل ما كنت أظن أنك تسلك طريقا إلا وفر الشيطان إلى شِعب آخر...
واليوم أخاطبك بالذي بيننا من الرحم والمودة والتقدير يا ابن أختي: اركب معنا ولا تغرق فلا عاصم اليوم للمفسدين من أمر الله...
وإنني لعلى يقين أنك ستستجيب لهذا النداء لقناعتي أنك عَمَل صالح ولم تعمل حسب معلوماتي أي عَمَل غير صالح..
قرأت بسرعة مقال "المساء" الذي كتبه اليوم ابن اختنا الفاضل د.