تحركات الرئيس السابق الاستفزازية ومسارعته إلى حرق كل المراكب، تصعب الأمور كثيرا على من يحاولون مساعدته في تجنب الصدام مع السلطة القائمة، وتضع النظام أمام خيار المحاسبة وطي صفحة ولد عبد العزيز إلى غير رجعة.. وإن كانت الرسائل التي تصل من أعلى هرم السلطة تحمل من صفاء الود والتغاضي قدر المستطاع عن كل تلك الأخطاء و وضعها ضمن نطاق الكبوات التي يمكن التجاوز عنها.
غير أن جهات عدة منها مقربون من الرئيس السابق نفسه، ومنها رجال جرفهم تيار الأحداث فألقى بهم على “قارعة الطريق” تدخل على الخط وتدفع بالأمور إلى التأزيم، وتجاهد في خلق مناخ من التوتر والحمية يزيد من سخونة الجو ويقطع الطريق أمام كل مسارات التهدأة.
وتعمل هذه الجهات إلى تضخيم الأنا لدى ولد عبد العزيز وتجعله ينظر للأمور نظرة إزدراء واستخفاف تمنعه من تقدير الأمور بشكل جيد، وتحول بينه مع حساب المواقف خارج تأثير اللحظة وأحاديث الاسترضاء..!
لكن كل ذلك لم يمنع جهات أخرى مقربة من الرئيس السابق من القدرة على الاستشراف والتقدير الجيد لمآلات ومسارات الأمور، فبادرت ومنذ الوهلة الأولى بتبني طرح معتدل ومنصف يسعى للتسوية وحفظ ماء الوجه، ويجنب الصدام بين أصدقاء الأمس غرماء اليوم..! مبادارت عدت واجتماعات ولقائات، قادها رجل الأعمال والنائب البرلماني علي ولد الودلة، كان الهدف منها إحتواء الأزمة في وقت مبكر والسير بالأمور في اتجاه التفاهم غير أن نفاذ بصيرة الرجل ونداءه التعقلي قوبل بالرفض والصدود من طرف الرئيس السابق..!
وتسارعت الأحداث من حوله ومن حولنا جميعا حتى أصبحنا نقف على مشارف أزمة تزداد استفحالا وتعقيدا حينا بعد حين، ما يجعلنا نجدد الطلب ونحث الرجل على الاستمرار في محاولة احتواء الأمور ووقف دوران عجلة التأزيم.
ولد الدولة لا اتولي.